آخر الأخبار

الجمعة، 10 أبريل 2015

بيان شبه الأشاعرة؛ تفسيرهم الكلام بحديث النفس

بيان شبه الأشاعرة؛ تفسيرهم الكلام بحديث النفس !
قال الشيخ محمد أمان رحمه الله كما في شرحه للتدمرية:
الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت ، الكلام النفسي حتى في اللغة لا يسمى كلاما يسمى حديث النفس ، فرق بين الكلام وبين حديث النفس ، حديث النفس لا يبطل الصلاة والكلام يبطل الصلاة فالنبي عليه الصلاة والسلام فرق بين حديث النفس وبين الكلام " إن هذه الصلاة لا تصلح لشيء من كلام بني آدم " إذا تكلم الإنسان في صلاته في غير مصلحة الصلاة تبطل صلاته لكن لو حدثته نفسه وهو في الصلاة ، سافر ورجع وهو واقف في الصلاة هل تبطل صلاته ؟
لا ، وإن كان ينقص أجرها لعدم حضور القلب لكن الصلاة صحيحة ، أرادت الأشاعرة أن تخالف من زعموا أنهم خصومهم المعتزلة أثبتوا اصطلاحا جديدا ليس لهم سلف ولا لهم خلف انفردوا بهذا الاصطلاح ، إثبات الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت خالفوا اللغة وخالفوا ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وخالفوا عامة الناس انفردوا بهذا الاصطلاح فليتنبه لهذا .اهـ
--------------------------------------------------------
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله _ عنوان الكتاب:الإيمان
...ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن اللّه تجاوز لأمتى عما حَدَّثَتْ به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به" فقد أخبر أن اللّه عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم، ففرق بين حديث النفس وبين الكلام، وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به، والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء، فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة؛ لأن الشارع كما قرر إنما خاطبنا بلغة العرب.
وأيضًا، ففي السنن أن معاذًا قال له: يا رسول اللّه، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حَصَائِدُ ألسنتهم" فبين أن الكلام إنما هو ما يكون باللسان.
-----------------------------------------
قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية عند قول الطحاوي -رحمه الله- : ( وإن القرآن كلام الله ... ) :
...(كَلامُ الله) هذا اللفظ الثاني، كلام الله هو صفة من صفاته.
والكلام أصله في اللغة: ما سمع من الأقوال وتعدى قائله،
وهذا مأخوذ من اشتقاق المادة أصلا، مادة (الكاف واللام والميم) فإن (كَـ ـلَـ ـمَ) هذه تدل على قوة وشدة في تصريفاتها وتفريعاتها في لغة العرب كما حرر ذلك العلامة ابن جني في كتابه خصائص اللغة، وهذا يدل على أن حديث النفس لا يسمى في اللغة كلاما،
وعلى القول الذي يسمعه صاحبه دون غيره -يعني ما يجريه على نفسه- لا يسمى كلاما في اللغة، أو يحرك به لسانه لا يسمى كلاما حتى يُسمع غيره، هذا يدل عليه من حيث الاشتقاق الأكبر والأوسط أن هذه الأحرف الثلاثة هذه (كَـ ـلَـ ـمَ) حيثما فرقتها لا تدل على خفاء ولا تدل على لين ولا تدل على رخاوة؛ بل هي تدل على قوة وصلابة وشدة،
فخذ مثلا كَلَمَ بمعنى جَرَحَ، وكَلَّمَ بمعنى تحدّث وقب هذه الكلمة مَلَكَ فيه قوة، ولَكَمَ فيه قوة، وكمُلَ فيها قوة، فحيث صرّفت هذه المادة وقلبتها مستخدما الاشتقاق الأكبر أو الاشتقاق الأوسط فإن هذا يدل على قوة وشدة، ولا يدل على خفاء ورخاوة ولين، وهذا أصل مهم في هذا الباب في فهم معنى الكلام لغة.

المصدر: منتديات نور اليقين
اقرأ المزيد ...
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Designed By