آخر الأخبار

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

عزاء لأهلنا في سرت


بسم الله الرحمن الرحيم



عزاء لأهلنا في سرت


الحمد لله ربِّ العالمين، القائل في كتابه المبين: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(1)، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد الأوَّلين والآخرين، القائل: «أشدُّ النَّاس بلاءً الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ»(2).

إنَّها ـ والله ـ لمصيبةٌ عظيمةٌ، وبليَّةٌ كبيرة، وفاجعةٌ أقضَّتْ مَضاجعنا، وآلمت قلوبَنا، وأدمعت عيوننا، ما ألمَّ بإخواننا بمدينة «سرت» اللِّيبية، التي استحوذَ عليها شرارُ الخلق، أولئك الخوارج الذين منذ أن ظهرت نبتتهم الخبيثة، والمصائبُ والآلامُ تتوالى على أمتنا، ولقد حذَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّته أيَّما تحذير من شرِّهم وقبيح صنيعهم، وأنَّهم لا يتوانون ولا يتورَّعون في سفك الدِّماء المعصومة والإفساد في الأرض، حتَّى ظهرت هذه الطَّائفة الباغية منهم، فسارت على خطواتهم وتمادت وبالغت في البغي والظُّلم، وإلَّا فما ذنب هذه الثُّلة من شباب الأمَّة الموحِّدين الَّذين لا يُعرفون إلا باتِّباع السُّنَّة ولا يتميَّزون إلَّا بأخلاق نبيِّ الأمَّة، عزفوا عن الدُّنيا ولذَّاتها، وأطاعوا ربَّهم في ترك منكراتها ومحرَّماتها، فقرَّت بهم أعين والديهم، حتَّى جاء هذا اليوم الَّذي طالت فيه الأيادي المجرمة الآثمة فسفكت دماءهم، ولم تكتف بهذه الجريمة فصلبت أجسادهم الَّتي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل أرواحهم في «حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ»(3)، ونحسبهم ممَّن يصدق فيهم قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم في هؤلاء المارقين: «شَرُّ قتلى تحت ظلِّ السَّماء، وَخَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مَنْ قَتَلُوهُ»(4).

وـ والله ـ إنَّ حزننا لهذا المصاب لعظيمٌ، ولكنَّنا لا نقول إلَّا ما يرضي ربَّنا، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، بل وإنَّنا نجد في قلوبنا ما يجده أهل هؤلاء الأبناء الَّذين نحتسبهم عند الله تبارك وتعالى، وبهذه المناسبة الأليمة نتقدَّم بالعزاء الصَّادق إلى أهلنا في مدينة «سرت» المكلومين المظلومين، ونقول ما قاله الخليفة الرَّاشد في حقِّ أسلاف هؤلاء البغاة: «قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا»(5)، بل تمادَوا وأسرفوا في بغيهم علينا، فنسأل الله تعالى أن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يكفيَ المسلمين شرَّهم، وأن يجنِّبهم فتنتهم.
كما نوصي إخواننا بالتَّآلف والاجتماع، والتَّواصي بالحقِّ والتَّواصي بالصَّبر، وأن يجتهدوافي بيان الحقِّ للنَّاس والدَّعوة إلى سبيله، لأنَّه السَّبيل الوحيد للتَّضييق على أهل الباطل والأهواء وكشف عَوَرِهم مصداقًا لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(6).



كتبه: ليلة الثلثاء 03 ذوالقعدة 1436
المشرف العام على منتديات التصفية والتربية السلفية
الشيخ أزهر سنيقرة


لحاشية:
(1)
- [البقرة:156].(2)- «الصَّحيحة» (143).
(3)-
 «صحيح مسلم» (1887).
(4)-
 أخرجه أحمد في «المسند» (22151)، وغيره من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وهو صحيحٌ، له طرق عدَّة.(5)- [أخرجه ابن أبي شيبة (37942)].
(6)- 
[آل عمران: 103]
اقرأ المزيد ...

الجمعة، 14 أغسطس 2015

الدعوة السلفية هي السبب الثاني "حسب التقرير" في نقص انضمام الجزائريين للتنظيم الخارجي "داعش"


CNN تنشر تقريراً أمريكيا: 3 أسباب وراء غياب الجزائريين عن صفوف تنظيم "داعش"



الأسباب في ذلك متعددة، لكن دراسة لمركز كارنيغي للشرق الأوسط أجملتها في ثلاثة..




في الوقت الذي يقترب فيه رقم المقاتلين بتنظيم الدولة الإسلامية من ثلاثة آلاف، ويصل فيه عند المقاتلين التونسيين إلى 1500، يبدو الرقم ضئيًلا جدًا عند الجزائر بحيث لا يتجاوز 63 حسب تصريحات رسمية.

الأسباب في ذلك متعددة، لكن يمكن إجمالها في ثلاثة، وذلك وفق ما نشرته دراسة لمركز كارنيغي للشرق الأوسط، قامت بها دالية غانم-يزبك. ونشرتها شبكة السي ان ان الاميركية
السبب الأوّل حسب تقرير "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" هو الجرح الغائر للعشرية السوداء، تلك السنوات العشر التي قتل خلالها 150 ألف شخص، واختفى 7 آلاف آخرون، ممّا جعل التوق إلى الأمن والاستقرار بعد تلك المرحلة أمرًا ملّحًا.
ويضيف تقرير المركز، أنه و مع اندلاع نزاعات في بلدان مجاورة، عملت الدولة الجزائرية على آثار الصدمة الشعبية من أعمال العنف وعلى الخوف من اللّا استقرار كي ترّكز على ضرورة أن يسود الأمن التام في الجزائر.
أما السبب الثاني حسب تقرير مركز كارنيغي، هو صعود حركة الدعوة السلفية، أو ما يُعرف بالسلفية العلمية التي حلّت بديلا عن الجهاد والعمل السياسي. فرغم وجودها منذ عشرينيات القرن الماضي، إلّا أنها حظيت بدعم كبير منذ نهاية الحرب الأهلية، خاصة توظيف أعضائها في الجامعات والمساجد. ومن أبرز وجوهها اليوم هناك علي فركوس، وعبد الغني عوسات، ومحمد تشلابي. ومن أسباب تناميها خيبات الأمل من الأحزاب الإسلامية والواقع السياسي عمومًا، كما أنها شكّلت حضنًا للكثير من المتعاطفين سابقًا مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
والسبب الثالث يضيف التقرير هو الصرامة الأمنية، فرغم بعض الهجمات الجهادية المتفرّقة، إلّا أن قوات الأمن الجزائرية تمتلك قدرات عالية، إذ تصل أعدادها إلى 209 آلف عنصر، يتمتعون بحوافز مالية مهمة، ويدعمهم الجيش الوطني وجهاز المخابرات التابع له. وبدوره، يستفيد هذا الجيش البالغ عدد أفراده 512 ألفًا، من تدريب متطوّر وخبرات كبيرة في مكافحة الإرهاب، وقد حقق نجاحًا نسبيًا في غلق الحدود أمام المقاتلين القادمين من الخارج.

المصدر
اقرأ المزيد ...
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Designed By